تتصف المآتم الحسينية بكثرتها و بقابليتها لإستقطاب النفوس المحبة لأهل البيت عليهم السلام ، ومنذ ذلك اليوم الذي أخذت المآتم تنمو فوق الأرض الكروية أصبحت أبواب المآتم تستقبل الحشود البشرية المتعلقة برباط الحسين ، ذلك الرباط الممزوج بالحرارة و العاطفة ، و أصبحت القلوب تهفو لارتيادهم المآتم في كل المناسبات المفرحة و الأليمة منها ، وأصبحت محطات إلتقاء تؤكد على الترابط و الإخاء و التلاحم ، وحقاً هذا هو دور المآتم الحسينية فهي التي تجمع القلوب على ولاء آل محمد (ص) .
في ذكرى سيدة الإيثار فاطمة بنت حزام الكلابية ، فاطمة الصبر و التضحية ، أقام مجلس الموكب وجبة غداء على شرف مجموعة من الرواديد الحسينيين و الأخوة العاملين في أروقة المأتم بمختلف أنشطتها ، على أطراف هذه الوجبة إلتقى الأخوة الرواديد و العاملين يجمعهم حب آل محمد ، يعزز لقاءهم نوايا التقارب و التلاحم على صعيد الخدمة الحسينية و تنتصر فيهم إرادة صنع واقع جميل يترجم صدق انتمائنا لأهل هذا البيت الطاهر ، يتصافحون ويتحادثون ويتعاونون وتبقى الصور شاهدة على خطواتهم الجادة في تغيير الواقع غير المرغوب فيه ، ويعملون بمصداق الآية الكريمة (إنما المؤمنون أخوة) .